بن عبد المالك رمضان
1928-1954
أول شهيد سقط فداء للوطن والحرية
ولد الشهيد بن عبد المالك رمضان يوم 20 مارس 1928 بمدينة قسنطينة، أبوه هو محمد بن ساعد، وأمه هي حباشي بنت علي، وهو ثالث إخوته. دخل المدرسة وحصل على الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية وهذا بمؤسسة أراقو (جمعية السلام فيما بعد)، ليتابع دراسته إلى غاية نهاية المرحلة المتوسطة.(2) ويتحول بعدها إلى التجارة. دخل الشهيد ميدان العمل السياسي في سن مبكرة جدا، إذ انخرط في صفوف حركة أحباب البيان والحرية سنة 1945، كما أن مجازر الثامن من ماي بالشرق الجزائري جعلته يقتنع بحتمية الكفاح المسلح. لينضم سنة 1946 إلى حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية. وعند تأسيس المنظمة السرية في فيفري 1947 كان الشهيد من بين أعضائها ومن العناصر التي تولت منصب المسؤولية في الشرق الجزائري.
في نهاية عام 1948 أو بداية سنة 1949، هاجر الشهيد إلى فرنسا وهناك تفتحت عيناه أكثر وبصورة شاملة على مدى البون الشاسع بين حياة الشعبين وازداد معها الإعتقاد الراسخ من أنه لا سبيل إلى تغيير هذا الواقع المأساوي إلا طريق الكفاح المسلح. واستغل الشهيد الفترة القصيرة التي قضاها في فرنسا لتعلم رياضة "الكاراتي" التي تخصص فيها ليعود سنة 1951 إلى الجزائر وكله عزم على مضاعفة الجهود. غير أن نشاطه الواسع كان كفيلا بإثارة أعين العدو وخدامه، إذ تم إعتقاله عام 1952 مرتين فأودع السجن لكنه تمكن في كلا المرتين من الفرار، إحداهما من سجن سوق أهراس، والثانية من عيون بوزيان. في سنة 1952 دائما، ونتيجة لوشاية من طرف أحد الخونة، كادت شرطة العدو السرية أن تلقي عليه القبض رفقة جمع من رفقائه، لكنه تمكن من الإفلات منهم، والإختفاء عن الأنظار لمدة من الوقت. غير أن الإستعمار وفي 29 أكتوبر من نفس السنة يتمكن فعلا من إلقاء القبض على مجموعة من المناضلين، واستطاع الجلادون بعد أن أذاقوهم ألوانا من التعذيب الوحشي أن ينتزعوا منهم معلومات مكنت الشرطة من اكتشاف أماكن التدريب ومخازن الأسلحة، فقبض إثرها على البعض وفر البعض الآخر هاربا، وكان الشهيد بن عبد المالمك رمضان من بينهم.
وحسب شهادة لأخ الشهيد، فإن رمضان:" عاد إلى المنزل قبل شهر تقريبا من إندلاع شرارة الثورة في الفاتح من نوفمبر 1954، ليودع العائلة ويغادر المنزل على إثرها، على أساس أنه يعمل مع وكيل إعلان ودعاية لإحدى الشركات الأوربية." ويضيف شقيق الشهيد قائلا:" ولم نتأكد من مكان تواجده منذ أن غادر المنزل إلا بعد أن دوى الرصاص في جميع أنحاء التراب الوطني إيذانا باندلاع الشرارة الأولى للثورة المظفرة، وفي اليوم الموالي، أي 2 نوفمبر، جاء شخص أوربي وخاطبني "أنتم عائلة الفلاقة".. ويومها تأكدنا وحددنا مكانه بالضبط، ولم يمض سوى يوم أو يومين حتى وزع منشور وبشكل واسع على جميع مراكز البوليس والدرك في القطر وفي شمال إفريقيا، يحذر فيه من خطورة هذا البطل.
وفي 4 نوفمبر 1954، سقط البطل على مذبح الحرية إثر وشاية في منطقة سيدي العربي بولاية مستغانم بعد أن خاض معركة ضارية ضد قوات العدو. وبذلك يكون أول شهيد سقط فداء للوطن والحرية. يذكر أن الشهيد يعتبر عضوا في مجموعة الـ22، شارك في اجتماع جويلية الشهير، وساهم في الإعداد لإندلاع الثورة. إضافة إلى قيامه بعدة عمليات في نفس الإطار.
من جانب آخر فإن إسم البطل أطلق على إحدى بلديات شرق ولاية مستغانم التي كانت تسمى "ويليس" في العهد الإستعماري، إكراما وإجلالا له.