التعريف بالشهيد وعواع المدني

الشهيد وعواع المدني

ولد يوم 21 جويلية 1925 بالمسيلة في عائلة متواضعة ومحرومة كباقي أهالي هذه البلدة، زاول دراسته الأولية بالمدرسة القرآنية المتواجدة قرب بيته بالحي العتيق المسمى بالعرقوب، ثم زاول دراسته الابتدائية بالمدرسة الوحيدة للغة الفرنسية حتى نال شهادة التعليم الابتدائي وهذا ما كان مسموحا به آنذاك•
ونظرا للحياة الصعبة في هذه البلدة والاحتياجات المادية والطلبات العائلية اضطر للسفر إلى خارج البلاد وبالذات إلى فرنسا لكي يسد حاجات عائلته ولإكمال دراسته• وفعلا التحق بالمعهد في باريس وأكمل دراسته التي مكنته من الانضمام إلى عالم الصحافة، وأصبح يكتب لجريدة "الجمهورية"، وكانت هذه الرحلة في 1946 مباشرة بعد ما حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها ودفع الشعب الجزائري ضريبة 8 ماي 1945 هذا ما زاد الشهيد فهما للمعادلة السياسية والفوارق الاجتماعية بين المستعمر المستغل لثروات البلاد المادية والبشرية والاستخفاف وقمع أصحاب الحق والوطن الذين يعيشون الفقر والبؤس والإذلال من طرف ثلة من المعمرين وأعوانهم•
هذا ما زاد في عزيمته ويقينه بأن الحل الوحيد لإرجاع السيادة الوطنية والكرامة للشعب الجزائري هو ثورة عارمة وعامة في كل بقاع الوطن• وكان أن شارك في صفوف الكشافة الإسلامية في الأربعينيات وأنصار البيان بعد أحداث سطيف - خراطة - قالمة تكونت في هذه الشخصية القوية المؤمنة بقضيتها العادلة روح النضال والإعداد ليوم الفصل•
وعند رجوعه في سنة 1948 من ديار الغربة تحصل على وظيفة بالحالة المدنية عند الحاكم وهذا لم يمنعه من الانضمام مع بقية إخوانه الناشطين في البلدة إلى الحركة السرية OS•
وأصبح واحدا من الذين أعدوا لاندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954 والإعداد لها، كما طلب منه البقاء في منصبه بحكم أن له مكانة اجتماعية تمكنه من لعب دور كبير أساسي في توعية الشباب وتجنيده في صفوف المجاهدين، وبهذه الوظيفة الهامة استطاع أن يتلف الصور والمعلومات للناشطين في صفوف الحركة الوطنية الثورية مما جعل الإدارة الفرنسية عاجزة عن التعرف على هؤلاء الأشخاص البارزين وإلقاء القبض عليهم ومن بينهم الشهيد محمد بوضياف، وعندما اكتشف أمره في سنة 1955 التحق بجبال المعاضيد ومن أشهر العمليات التي قام بها الشهيد وعواع المدني الإعداد والهجوم على مقر الشرطة الفرنسية في يوم 02 ماي 1956 والاستيلاء على 17 قطعة سلاح عسكرية و22 مفرقعة وإخلاء سبيل المسجونين وإحراق الوثائق الإدارية وزج عناصر الشرطة في مكان المسجونين•
معركة الزيتون الشهيرة - معركة جبل المعاضيد التي استشهد فيها أخوه محمد الهادي وما يزيد عن 20 شهيدا من خيرة شباب البلدة، الهجوم على حاكم مدينة المسيلة•
وفي سنة 1957 استدعي إلى الحدود الشرقية (تونس) وتقلد عدة مسؤوليات عسكرية ورقي إلى رتبة رائد ومسؤول على الأمن العسكري للحدود الشرقية برفقة العقيد سي أحمد بن الشريف، وكان يمتاز منذ صغره بالشجاعة والانضباط وحب التفوق والقدرة على التخطيط و التنفيذ مما جعله محل احترام وتقدير بين أهله وزملائه وجميع قيادات الثورة ومن بينهم بوصوف عبد الحفيظ، بن طوبال، كريم بلقاسم وعلي منجلي•••الخ• وفي بداية سنة 1960 وأثناء دخوله الحدود الشرقية الجزائرية اكتشف أمره من طرف الاستعمار الفرنسي واشتبكوا في معركة دامت أكثر من أسبوع ونظرا لحشود المستعمر الهائلة استشهد ورفاقه في يوم 12 مارس 1960 بسوق أهراس•